في أحد أشد تصريحاته وضوحا ودلالة تجاه موقفه من سلاح حزب الله، دعا بطريرك الموارنة في لبنان، بشارة الراعي، إلى ضبط كل السلاح في البلاد تحت إمرة الجيش والدولة، مشددا على ضرورة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الحكومة حصراً.
بالتزامن مع تلك التصريحات، كان زعيم حزب الله حسن نصرالله يكرر في كلمته، الأحد، بذكرى عاشوراء حديثه عن الصراع مع إسرائيل وتمسكه بالوقوف في موقع المواجهة ضد الولايات المتحدة.
كما كرر مواقف حزبه المدعوم من إيران لجهة تمسكه بالحرب، في موقف يتعارض أيضا مع مواقف سابقة للبطريرك الذي دعا إلى الحياد والسلام العادل.
رفض المحاور
وأكد الراعي طوق اللبنانيين إلى العيش بسلام، داعيا في كلمته اليوم إلى "عدم دخول لبنان قطعيًا في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليميًا ودوليًا".
كما شدد البطريرك الماروني الذي يحظى بنفوذ في المشهد السياسي في لبنان، الذي يخضع لمحاصصة بين الطوائف للمراكز العليا في البلاد، على أن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الأهلي والأمن الداخلي.
إلى ذلك، أعرب عن أسفه لوقوع قتيلين وجرحى في خلدة بجوار العاصمة بيروت نتيجة اشتباكات ميليشياوية وعشائريَّة ومذهبية، في إشارة إلى الاشتباك الذي وقع قبل يومين بين سكان وعشائر من خلدة وبين موالين لحزب الله.
يذكر أن الراعي كان دعا الأسبوع الماضي إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة في البلاد، وتشكيل حكومة إنقاذ بدلاً من "الطبقة السياسية" الحاكمة.
كما شدد في حينه على أن الشعب اللبناني يريد حكومة "تنقض الماضي بفساده الوطني والأخلاقي والمادي"، وتطبق الإصلاحات (في إشارة إلى تشكيل حكومة بعيدة عن الطبقة السياسية الحالية)، في الوقت الذي دعا فيه حزب الله إلى تشكيل حكومة تشارك فيها كافة الأطياف السياسية، على الرغم من الغضب الذي ساد الشارع اللبناني جراء الانفجار الذي هز بيروت في الرابع من أغسطس، مخلفا 190 قتيلاً، بحسب آخر الاحصاءات.
https://ift.tt/31Gj39R
تعليقات
إرسال تعليق