Main menu

Pages

واجهة بيئية لحزب الله على حدود لبنان.. أسئلة واتهامات

واجهة بيئية لحزب الله على حدود لبنان.. أسئلة واتهامات

أعاد قرار تمديد مهمة اليونيفل جنوب لبنان، مع توسيع مهامها لتشمل أنشطة حزب الله على الحدود، فضلاً عن قصف إسرائيل مواقع ليل الثلاثاء الأربعاء الماضي مراكز تابعة لجمعية بيئية داخل الأراضي اللبنانية رسم العديد من التساؤلات.

وسلط بيان الجيش اللبناني وتأكيده الأسبوع الماضي أن مروحيّات إسرائيلية استهدفت "مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود" الضوء على عمل تلك الجمعية.

فما هي تلك الجمعية التي تنشط في المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة وهل تساعد تحت غطاء الأعمال البيئية، جناح حزب الله العسكري؟

واجهة بيئية لأعمال عسكرية!

بحسب موقعها الرسمي على الإنترنت، فإن "أخضر بلا حدود" هي منظمة غير حكومية مخصصة لزراعة الأشجار. أما أهدافها فتتمحور حول التثقيف والتعليم البيئي والزراعي وتنظيم حملات تشجير في قرى ومناطق في جنوب لبنان.

إلا أنه في العام الماضي ادّعت إسرائيل بأن الجمعية هي واجهة سمحت لحزب الله باستخدام مواقعها في عملية أفيفيم في سبتمبر/أيلول، حيث أطلق الحزب صواريخ كورنيت من محيط مركز تابع لها ضد الجيش الإسرائيلي. كما أن البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة اتّهمتها أكثر من مرّة بأنها جزء من البنية التحتية العسكرية لحزب الله".

ودعم "معهد واشنطن" ادعاء تل أبيب بتقرير حدد ثمانية مواقع تابعة لـ"أخضر بلا حدود" لم تكن معروفة من قبل، يحتوي بعضها على أبراج مراقبة وبنية تحتية أخرى للمراقبة، على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

تشجير أحراج.. ومراقبة طيور

عن تلك الجمعية قال أحد أبناء القرى الحدودية لـ"العربية.نت" "إن نشاطات هذه الجمعية تتركّز في شكل كبير في المناطق المحاذية للخط الأزرق (الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة)، واللافت في بعض تلك النشاطات أنها تنظّم حملات تشجير في أحراج مغطّاة أصلاً بالأشجار وهو ما يطرح علامات استفهام حول أهدافها؟ وعندما سألناهم عن سبب تركّز نشاطهم على الخط الأزرق فقط قالوا لنا لأنهم يراقبون هجرة الطيور".

كما أشار غسان (اسم مستعار حرصاً على سلامته) "أن نشاطات الجمعية تكثّفت بعد حرب تموز العام 2006 من خلال تسيير دوريات بيئية بين المناطق الحدودية، غير أن اللافت في كل ذلك أن قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" الموجودة في جنوب لبنان مُنعت أكثر من مرّة من الاقتراب من المراكز التابعة لها"، بحسب قوله

في السياق، لفتت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" إلى "أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أشار في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى أن "اليونيفيل" ما زالت تُمنع من الوصول إلى مناطق عدّة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق، خصوصاً إلى مواقع مرتبطة بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل" في الأول من سبتمبر/أيلول 2019، بينها مواقع لجمعية "أخضر بلا حدود".

"يتجولون ويمنعون"

ومع أن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن إثر حرب تموز 2006 منع أي وجود عسكري في جنوب الليطاني، غير أن جمعية "أخضر بلا حدود" استطاعت كما يقول غسان بالاتّفاق مع وزارة الزارعة (هذه الوزارة كانت من حصة الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل في حكومات متعاقبة في لبنان) من إبرام عقود مع أشخاص هم بالحقيقة أعضاء في الجمعية كمأموري أحراج من أجل الدخول إلى منطقة جنوب الليطاني".

إلى ذلك، أضاف غسان "عندما ننزل إلى أراضينا الزراعية القريبة من منطقة جنوب الليطاني كنّا نصادف مأموري أحراج وبأعداد كبيرة يتجوّلون بين الأحراج والأراضي الزراعية. وفي أحيان كثيرة منعونا من تشحيل وقطع أشجار السنديان القريبة من أشجار الزيتون".

وكان مدير جمعية "أخضر بلا حدود" زهير نحلة، قال في تصريح لإحدى الصحف اللبنانية عام 2017 "أن الأشجار التي تزرعها الجمعية في جنوب لبنان تهدف صراحة إلى حجب كاميرات المراقبة الإسرائيلية، لتكون بمثابة "حجاب أمام عيون العدو بالإضافة إلى جدار يحمي خلفه مقاتلي المقاومة أنفسهم".

"حزب الله فقط"

وما تحفّظ على قوله غسان أكده وليد (اسم مستعار) من سكان منطقة رميش الحدودية (ذات الغالبية المسيحية) قائلاً "لا شيء اسمه جمعية أخضر بلا حدود، هي حزب الله فقط."

كما تحدّث عن واقعة حصلت في البلدة وموثّقة بالإعلام منذ مدة وهي وضع جمعية "أخضر بلا حدود" يدها "وبالقوّة" على أرض محاذية للشريط الحدودي تُسمّى عين قطمون التي تقع في وادٍ وتُحيطها الجبال. وأقامت فيها بيتاً زراعياً، وكان أعضاؤها يقومون بحفريات تحت الأشجار هي أشبه بمتاريس. وعندما كنّا نقصد المنطقة بهدف التخييم كنّا نجد بطانيات داخل حُفَرٍ كبيرة تحت الأشجار".
أما عن أسباب اختيار أرض عين قطمون تحديداً، يلفت غسان إلى "أنها وعرة تغطّيها الأشجار بشكل كثيف، ما يُصعّب عملية مراقبة التحرّكات فيها".
مشاركة نصرالله في حملاتها البيئية

وسبق لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أن شارك شخصياً في إحدى مبادرات جمعية "أخضر بلا حدود"، وظهرت له صور وهو يقوم بغرس شجرة في التربة، ليعود إعلام الحزب وينشر مقطع فيديو يوثّق تلك المبادرة، وذلك بعد أحد خطاباته التي دعا فيها أخيراً للجهاد الزراعي، على إثر الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان.

ولعل ما يضع علامات استفهام حول أهداف الجمعية أنها لم تُنظّم أي نشاط بيئي مع وزارة البيئة اللبنانية، مع أن الأخيرة تتعاون مع جمعيات NGO’s مُسجّلة رسمياً لتنفيذ مشاريع بيئية.

ووفق معلومات "العربية.نت" فإن "أخضر بلا حدود" لم تُنظّم أي نشاط بيئي مع وزارة البيئة على عكس جمعيات أخرى تتعاون معها الوزارة في مجال التوعية على أهمية البيئة والمحافظة عليها. كما أنها لم تُبلّغ الوزارة بأي نشاط بيئي قامت به منذ فترة، علماً أن الموقع الرسمي للجمعية أشار إلى أن من ضمن إنجازاتها خلال موسم تشجير 2014-2015 مشروع حملة غرس مليون شجرة لكل مواطن بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة والجمعيات والبلديات.

أشجار المنطقة العازلة

وفي الإطار، أوضحت المصادر المطّلعة لـ"العربية.نت" "أنه في أبريل/نيسان الماضي، زرعت "أخضر بلا حدود" عدداً من الأشجار في الجانب اللبناني من السياج الحدودي، وتحديداً عند الخط الأزرق، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى اتّخاذ خطوة استثنائية ودخول المنطقة العازلة لإزالتها، ما أسفر عن مواجهة محدودة على الحدود.

فما كان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلا أن قطعت في نهاية الأمر الأشجار بنفسها".

https://ift.tt/2YOWD4d
reactions

تعليقات