أكد سعد الحريري المكلف بتشكيل حكومة جديدة في لبنان أنه لن يتخلى عن القيام بأي عمل لدعم لبنان وأنه لن يفقد الأمل.
وقال الحريري، الأحد، في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري إن "الحل بحكومة اختصاصيين غير حزبيين، على أساس مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
كما تابع: "لقد التقيت الرئيس ميشال عون 16 مرة، وفي اللقاء الثاني أعطاني لائحة بأسماء، وبعدها قدمت له لائحة من 18 وزيراً من الاختصاصيين، وفي هذه التشكيلة لا يوجد فيها ثلث معطل ولن أتراجع عن منع الثلث المعطل".
إلى ذلك طالب بالتدقيق في كل المؤسسات منذ عام 1989 وحتى اليوم، مضيفاً: "بعد كل محاولات الإصلاح وإفشالها أصبح كل لبناني لديه مطلبان: تغيير طريقة العمل والعقلية التي أوصلتنا لهذه الحال، والإصلاح وبناء الدولة".
وأوضح أن "محاربة الفساد تبدأ بضمان استقلالية القضاء وإبعاد السياسة عن التدخلات".
"أعادت لبنان إلى الخريطة"
كما لفت إلى أن "اللبنانيين ما زالوا يستفيدون من إنجازات رفيق الحريري، وما زلنا نستفيد من رصيده العربي والدولي"، مشدداً على "أهمية العلاقات اللبنانية-العربية كما أرساها الرئيس رفيق الحريري".
وعن الحريرية السياسية قال إنها "أوقفت الحرب في لبنان، وأعادت لبنان إلى الخريطة، وبنت مؤسسات والجامعة الوطنية والمستشفيات الحكومية وأقامت أول شبكة خليوي في البلد، وهي الاعتدال والملاقاة والكلمة الحلوة".
إلى ذلك أكد أن "الحكم بحق سليم عياش سيتم تنفيذه".
رئاسة الجمهورية ترد
في المقابل أصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية البيان الآتي: "مرة جديدة استغل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذكرى مقتل والده الرئيس رفيق الحريري، ليلقي كلمة، تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة العتيدة وضمنها مغالطات كثيرة وأقوالاً غير صحيحة، لسنا في وارد الرد عليها مفصلاً لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان. لكن تكفي الإشارة إلى أن ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته كافٍ للتأكيد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق" .
لا تقدم
يذكر أن الحريري كان قد أعلن الجمعة أنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات تشكيل الحكومة بعد أشهر من المشاحنات السياسية. وقال للصحافيين بعد أول لقاء له مع عون منذ أسابيع إنه لا يوجد تقدم في تشكيل الحكومة.
وتناول الحريري العشاء الأسبوع الماضي مع الرئيس الفرنسي، الذي فشلت جهوده حتى الآن في دفع الزعماء اللبنانيين للتعاون لمعالجة الأزمة المالية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان.
أعمق أزمة
يشار إلى أن إيمانويل ماكرون يقود الجهود الدولية لإنقاذ لبنان من أعمق أزمة له منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. ويحاول استخدام نفوذ باريس التاريخي في لبنان لإقناع السياسيين المتناحرين بتبني خارطة طريق وتشكيل حكومة جديدة لاجتثاث الفساد، وهو شرط أساسي للمانحين الدوليين، ومنهم صندوق النقد الدولي، لإطلاق مساعدات بمليارات الدولارات.
لكن هذه الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
وكُلف الحريري، وهو رئيس وزراء سابق، بتشكيل حكومة بعد استقالة مصطفى أديب في سبتمبر. ويجد الحريري صعوبة حتى الآن في تشكيل حكومة لتقاسم السلطة مع جميع الأطراف اللبنانية.
https://ift.tt/37c4BZe
تعليقات
إرسال تعليق