فيما لم تؤتِ أي من الجهود اللبنانية والمبادرة الفرنسية ثمارها في تشكيل حكومة لبنانية، يشهد لبنان تحركاً عربياً اليوم وغدا، حيث تدخل مصر وجامعة الدول العربية على خط معالجة أزمة تشكيل الحكومة.
ووصل صباح اليوم الأربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت، حيث استهل لقاءاته بلقاء الرئيس ميشال عون بالقصر الجمهوري في بعبدا.
كما أكد شكري أن "مصر تستمر ببذل الجهود للتواصل مع كل الجهات اللبنانية للخروج من الأزمة"، قائلاً: "للأسف بعد 8 أشهر من زيارتي الماضية إلى لبنان، لا يزال الانسداد السياسي موجوداً والسياسيون اللبنانيون يتخبطون لتشكيل الحكومة".
وأعلن أنه سيعقد سلسلة من اللقاءات مع المكونات السياسية المختلفة لنقل رسالة مماثلة تفيد بتضامن مصر وتوفيرها كل الدعم للخروج من هذه الأزمة وتشكيل حكومة، ما سيفتح الباب للدعم الدولي.
إلى ذلك أضاف: "الإطار السياسي يحكمه الدستور واتفاق الطائف"، مشدداً على أهمية الالتزام بهذه الدعائم الرئيسية للاستقرار، مؤكداً أن مصر لن توفر الجهود لمساعدة لبنان في هذه المرحلة الدقيقة.
يشار إلى أن زيارة شكري تليها زيارة للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، غداً الخميس.
خلافات مستمرة
يذكر أن الخلافات تستمر بين المسؤولين وقادة الأحزاب الكبرى في البلاد، لاسيما بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، حول الحصص وتوزيع الوزارات، بينما يغرق اللبنانيون في أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة وغير مسبوقة منذ عقود.
يأتي هذا فيما يشهد لبنان أزمة مالية طاحنة تشكل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين 1975 و1990.
أكثر من 55% فقراء
وبدون تشكيل حكومة جديدة لن تتمكن البلاد من تنفيذ إصلاحات مطلوبة للحصول على مساعدات خارجية. إلا أن الخلاف المستعر بين رئيس الوزراء المكلف ورئيس الجمهورية لا يزال يحول منذ أشهر دون تشكيل حكومة جديدة، فيما يتقاذف الطرفان الاتهامات بالتعطيل.
يشار إلى أنه مع استمرار تدهور سعر صرف الليرة، تزامناً مع أزمة سيولة حادة، وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، أصبح أكثر من 55% من اللبنانيين فقراء، وأكثر من 25% تحت خط الفقر، ما يعني أن دخلهم لا يكفي لتوفير الغذاء الصحي والسليم، وهذه النسب تتصاعد تدريجياً بالتوازي مع انهيار سعر صرف الليرة بشكل مستمر منذ أشهر.
https://ift.tt/3rXnlTV
تعليقات
إرسال تعليق