كشفت مؤسسة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن أكثر من 100 مواطن تركي تم اختطافهم خارج بلادهم وإعادتهم إلى تركيا لمواجهة السجن، وأغلبهم من معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقود حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.
وبيّنت معلومات تضمنها تقرير نشرته مؤسسة "فريدوم هاوس" الأميركية، أن أولئك الذين اختطفتهم الاستخبارات التركية في الخارج وقادتهم إلى البلاد لاحقاً متهمون بالمشاركة في محاولة الانقلاب العسكري على أردوغان والتي وقعت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.
وفي جديد اختطاف معارضي أردوغان خارج بلادهم، فجّر لاعب كرة سلة تركي يلعب ضمن فريق بوسطن سيلتكس الأميركي في دوري "إن بي إي" مفاجأة من العيار الثقيل، إذ قال أنيس كانتر في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إنه تعرّض لمحاولة اختطاف في إندونيسيا في عام 2017، أي بعد مرور أشهر من محاولة الإطاحة بحكومة "العدالة والتنمية".
وذكر اللاعب التركي، بحسب الصحيفة الأميركية، أنه اضطر لمغادرة إندونيسيا بشكل طارئ حينها بعدما سمع دوي صوت مرتفع عند باب غرفته في الفندق الذي كان يقيم فيه. وعلى إثر ذلك قرر مغادرة إندونيسيا على الفور والتوجه إلى سنغافورة ومن ثم إلى رومانيا. وقد كان في رفقته مديره الذي كان معه في زيارة لإندونيسيا، حيث كان مقرراً أن يكون لكانتر معسكر لتدريب الأطفال على كرة السلة هناك.
ويبدو أن الاستخبارات التركية فشلت آنذاك في اختطاف اللاعب المعروف بمواقفه المعارضة للرئيس أردوغان، وفق ما كتب كانتر للصحيفة الأميركية والذي أضاف أن "أنقرة أضاعت فرصتها لاعتقالي، لكنها ألغت جواز سفري وأجبرتني على البقاء عالقاً في رومانيا".
ودعا كانتر لممارسة ضغط دولي واسع على أنقرة لإيقاف عملياتها الخارجية المتمثلة بـ"اختطاف وقتل" المعارضين للرئيس التركي، على حد تعبيره، خاصة أن الاستخبارات التركية تواصل ضبط مناهضي أردوغان في الخارج.
وتابع: "لقد حان الوقت لتأخذ الولايات المتحدة الأميركية زمام المبادرة وتحشد الدعم الدولي ضد عمليات الترحيل السري التي تتم من قبل أنقرة، بغض النظر عمن يقوم بذلك"، محذّراً من تبعات "تجاهل الإجراءات غير القانونية لتركيا في البلدان الأخرى".
وتطرق كانتر أيضاً إلى قضية المدرّس التركي أورهان إيناندي الذي اختفى أثره أواخر مايو الماضي في قرغيزستان، الدولة السوفياتية السابقة التي تجمعها علاقات وثيقة مع تركيا. وقال اللاعب التركي إنه محظوظ أكثر من إيناندي لأن الاستخبارات التركية فشلت في اختطافه قبل أكثر من 3 سنوات.
واتهم الاستخبارات التركية بالوقوف خلف عملية "اختطاف" المدرّس التركي الذي كان يدير مؤسساتٍ تعليمية لفتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب قبل 5 سنوات.
ويُعد صلاح الدين غولن، ابن شقيق فتح الله غولن، آخر مواطن تركي من بين مئةٍ آخرين تم ضبطهم خارج البلاد واقتيادهم إلى تركيا.
واختفى أثر ابن شقيق غولن في كينيا في مطلع شهر مايو الماضي، وهو البلد ذاته الذي اختطِف فيه عبدالله أوجلان، زعيم ومؤسس حزب "العمال الكردستاني" في عام 1999، حيث تم اقتياده من العاصمة نيروبي إلى تركيا التي تواصل سجنه منذ ذلك الحين في جزيرة إيمرالي.
وأعلنت أنقرة رسمياً يوم 31 مايو الماضي، اقتياد ابن شقيق غولن إلى تركيا لمحاسبته على تُهمٍ عدّة وُجِهت إليه بينها "الاعتداء الجنسي" على بعض الأطفال، لكن محاميه قال إنه تمّت تبرئة موكّله من هذه القضية قبل أكثر من عامين.
https://ift.tt/3q406Io
تعليقات
إرسال تعليق