مرت أيام على وفاة المحامية الكردية إبرو تيمتك على خلفية إضرابها المفتوح عن الطعام لأكثر من نصف عام في سجنٍ تركي، لكن وضع زميلها المسجون آيتاج أونسال الذي أضرب معها عن الطعام لم يتغير رغم أن وزارة الخارجية الفرنسية دعت تركيا لإطلاق سراحه بعد مرور يوم واحد من رحيل زميلته.
وفي هذا السياق، طالب والد المحامي التركي الذي ينحدر من مدينة أضنة، السلطات في بلاده والمجتمع الدولي، بإنقاذ حياة نجله بسرعة نتيجة تدهور حالته الصحية بشكل كبير إثر إضرابه المستمر عن الطعام منذ أكثر من 214 يوماً احتجاجاً على اعتقاله وظروفه في السجن ومطالبته بمحاكمة عادلة.
وقال نهاد أونسال لـ"العربية.نت": "صحة ابني متدهورة للغاية، وهو يعاني من آلامٍ في ركبتيه وعظامه مع وجود تشنّجات في كتفه ولم يعد يقوى على المشي أو الوقوف بسبب ضعف جسمه بعد استمراره في الإضراب الذي بدأه في شباط/فبراير الماضي".
"يواجه الموت وحيداً"
كما كشف أن "ظروف معالجته في المكان الذي يرقد فيه حالياً سيئة، فهو في مستوصف السجن الذي لا تدخله الشمس ولا يتجدد فيه الهواء، كما أن الشرطة التركية تقوم بمراقبته على مدار الساعة، لذلك لا يستطيع النوم".
وأضاف أن "هذا المكان غير ملائم للرعاية الطبية ولا يستوفي الشروط المطلوبة لذلك، ولهذا السبب أدعو أنقرة لاتخاذ قرار سريع بشأنه إما من خلال إعادة محاكمته بشكلٍ عادل أو إطلاق سراحه".
وتابع "على المجتمع الدولي أن يدعم ابني الوحيد البالغ من العمر 32 عاماً، وعليه أيضاً أن يتابع قضيته ويسعى للإفراج عنه أو العمل على إعادة محاكمته دون تركه بمفرده في مواجهة الموت. يجب أن يتم منع ذلك على الفور".
ومن جهته، انتقد عمر جرجرلي أوغلو عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، إهمال حكومة أنقرة لمطالب المضربين عن الطعام في سجون البلاد.
4 ماتوا جوعاً وظلماً
وقال لـ"العربية.نت" إن "4 أشخاص حتى الآن، فقدوا حياتهم في السجون بعد إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام، وهم إبرو تيمتك وهيلين بولاك وإبراهيم كوكجك ومصطفى كوتشاك ولم تتحرك الحكومة أبداً لمنع حدوث هذا الأمر".
وأضاف أن "الأحكام الصادرة بحقهم كانت جائرة، لذلك أضربوا عن الطعام كما هي حالة الراحلة تيمتك وزميلها أونسال". وتابع أن "أونسال على وشك الموت وقد أحدث رحيل زميلته غضباً في البلاد ولكن رغم ذلك لم تفعل المحاكم شيئاً وهي على ما يبدو تنفّذ أوامر الحكومة".
جدل جديد
يشار إلى أن أونسال اعتقل مع تيمتك قبل 3 سنوات بذريعة "العضوية" في جماعة يسارية محظورة لدى أنقرة. ومن ثم أصدرت محكمة تركية قراراً يقضي بسجنه لمدة 10 سنوات و6 أشهر وزميلته الراحلة لأكثر من 13 عاماً.
ويوم الثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تخطط لإجراء تعديلاتٍ تتيح وقف المحامين المشتبه في صلتهم بجماعات "إرهابية" عن العمل، ما أثار الجدل من جديد حول وفاة المحامية الأسبوع الماضي بعد إضراب مطول عن الطعام. وقال: "سنفعل ما هو ضروري لوضع حد للمسار الدموي لاستغلال القانون في دعم الإرهاب".
كما انتقد أردوغان نقابة المحامين في إسطنبول "لدعمها الإرهاب"، في إشارة إلى تضامنها مع المحامية التي توفيت الأسبوع الماضي بعد إضرابها عن الطعام لمدة 238 يوماً.
https://ift.tt/2EJhteF
تعليقات
إرسال تعليق