أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غضب شعبه وأحزاب المعارضة في بلاده بعد أن ربط مصير حزبه الحاكم بمصير تركيا في كلمة له اعتبرها علي باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق والرئيس الحالي لحزب "الديمقراطية والتقدّم"، أنها بمثابة تهديدات وأن "الناس لن تخشاها".
ووصف محلل سياسي تركي بارز تصريحات أردوغان التي قال فيها: "إذا غرقنا، سوف تغرق بلادنا"، باعتبارها مؤشراً جديداً لتراجع شعبيته التي فقد منها المزيد جراء استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا وتدخلاتها الخارجية في دول الجوار وشرق المتوسط وليبيا وجنوب القوقاز.
وقال إلهان أوزغال، الخبير في العلاقات الدولية والبروفيسور الجامعي، إن "شعبية أردوغان آخذة في التراجع وكذلك حزبه، وكان عليه أن يوقف منذ فترة طويلة صهره بيرات البيرق، الذي كان يشغل منصب وزير المالية قبل استقالته مؤخراً، ولذلك وافق على طلب تنحيه إثر تدهور سعر صرف الليرة التركية وأجرى تعديلات وزارية وتعيينات وإقالات أخرى لتفادي تفاقم الأزمة المالية أكثر".
وأضاف لـ "العربية.نت" أن "الرئيس التركي يبحث من وراء هذه التغييرات في المناصب الوزارية والإدارية، الحصول على مزيد من الأموال، خاصة أن الأسواق المالية بحاجة للتمويل الأجنبي، وقد توقّفت السياحة التي كانت مصدراً للعملات الأجنبية، وبالتالي لا يمكن اليوم أن ينجح حزب العدالة والتنمية الحاكم في خططه الاقتصادية إن لم يكن بإمكانه تقديم ضمانات للمستثمرين الأجانب".
وتابع أن "حزب أردوغان محكومٌ عليه بالغرق، ولذلك يحاول رئيسه ربط مصير هذا الحزب بتركيا كلها، وهو كذلك يسعى لربط ثروته بثروة الدولة، ومن هنا يمكن وصف ما قاله أمس بتهديداتٍ للجميع، خاصة أنها توحي أيضاً بأن أردوغان وحزبه لن يتركا السلطة بسهولة".
كما لفت إلى أن "الرئيس التركي يطمح أيضاً لتوسيع خياراته الضيّقة في الوقت الراهن، ونتيجة ذلك يقول ما يمكن من خلاله أن يؤخر انهيار حزبه".
وكانت تصريحات أردوغان أحدثت ضجة كبيرة حين قال إن "تركيا ستغرق إذا ما انهار حزبه"، خلال كلمة اعتبرتها الأحزاب المعارضة بمثابة تهديد لها ولعموم الشعب.
وقال باباجان الذي كان حليفاً لأردوغان لسنوات، ويقود حزباً معارضاً اليوم، إن "تركيا أكبر منك ومن حزبك"، مضيفاً أن "الناس لن تخشى تهديداتك".
كما انتقد باباجان استقالة البيرق من منصبه، وخاطبه قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "لم يمنحك أحد صك ملكية هذا البلد، ولا يمكنك أن تختفي".
وقبل أقل من أسبوع عيّن أردوغان محافظاً جديداً للبنك المركزي، قبل أن يوافق أردوغان على استقالة صهره وتعيين لطفي علوان بدلاً منه كوزيرٍ للمالية بعد تسجيل الليرة التركية تراجعاً كبيراً أمام العملات الأجنبية. واعتبر حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، أن هذه الاستقالة "تأخرت وجاءت بعد فوات الأوان".
وتعيش تركيا أزمة اقتصادية خانقة تتمثل بتدهور قيمة ليرتها مع ارتفاع معدلات البطالة، وتعود أسبابها لسياسات أنقرة الخارجية. وكذلك لمشاكل داخلية أبرزها تغيير نظام الحكم من برلماني إلى آخر رئاسي قبل أكثر من عامين، وما تلا محاولة الانقلاب الفاشل على حكم أردوغان منتصف العام 2016.
https://ift.tt/3ltAPo5
تعليقات
إرسال تعليق