دان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تجدد أعمال العنف في أيرلندا الشمالية ليل الأربعاء-الخميس، والتي ألقى خلالها متظاهرون زجاجات حارقة وأضرموا النيران في حافلة في بلفاست.
وجاءت أعمال العنف بعد أسبوع من حوادث شغب كشفت الأوضاع المتوترة في المقاطعة البريطانية، حيث تثير تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) شعوراً بالخيانة من قبل الوحدويين المتمسكين بارتباطهم بالمملكة المتحدة.
وقالت شرطة أيرلندا الشمالية إن الحشود تجمعت في منطقة لانارك واي في بلفاست "حيث أحرقت حافلة".
وعبّر بوريس جونسون في تغريدة على "تويتر" في وقت متأخر من ليل الأربعاء عن "القلق العميق" وقال إن "طريقة حل الخلافات هي من خلال الحوار وليس عبر العنف أو الجريمة".
وذكرت مراسلة "بي. بي. سي" أنه سجلت حرائق في لانارك واي حيث تفصل حواجز معدنية ضخمة بين الأحياء الكاثوليكية (الموالية للانضمام إلى جمهورية أيرلندا) والبروتستانتية (الموالية للوحدة مع المملكة المتحدة).
وكتبت على "تويتر": "مئات الأشخاص من كل جانب ألقوا زجاجات حارقة". وأضافت أن وصول الشرطة سمح بالحد من العنف بشكل كبير.
وذكرت وكالة الأنباء "برس أسوسييشن" أنه تم تعليق حركة المترو في المنطقة.
تبادل للاتهامات
من جهتها، قالت رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية أرلين فوستر: "هذا ليس احتجاجاً بل تخريب ومحاولة قتل. هذه الأعمال لا تمثل التمسك بالوحدة أو الولاء".
ومن المقرر أن تعقد حكومة أيرلندا الشمالية اجتماعاً لمناقشة اندلاع أعمال الشغب التي جاءت وسط تنامي الإحباط بين الموالين لبريطانيا بسبب القيود التي فرضت على التجارة مع باقي المملكة المتحدة بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، دعا رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن دبلن ولندن وكل الأطراف في أيرلندا الشمالية للعمل معا لتخفيف حدة التوتر واستعادة الهدوء.
وندد سياسيون من كل الأطراف في أيرلندا الشمالية، أمس الأربعاء، بالاشتباكات لكن الأحزاب الأساسية المشاركة في الحكومة تبادلت الاتهامات بشأنها.
واتهم حزب "شين فين" وأحزاب أخرى "الحزب الديمقراطي الوحدوي" بزعامة رئيسة وزراء المقاطعة أرلين فوستر بتأجيج التوتر بسبب المعارضة الشديدة لقيود التجارة الجديدة التي يشعر الكثير من الوحدويين بأنها تمحو جزءا من هويتهم.
وفي المقابل سلط "الحزب الديمقراطي الوحدوي" الضوء على قرار الشرطة عدم ملاحقة قوميين أيرلنديين من "شين فين" بعد إقامة جنازة ضخمة العام الماضي بالمخالفة لقيود مكافحة انتشار كوفيد-19. كما دعا إلى تنحي قائد الشرطة في البلاد بسبب الأمر.
ذكرى "الاضطرابات"
وكانت أعمال عنف اندلعت الأسبوع الماضي للمرة الأولى في مدينة لندنديري قبل أن تمتد إلى أحد الأحياء "الجمهورية" في بلفاست وحولها خلال عطلة عيد الفصح.
وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان ذكرى ثلاثة عقود من "الاضطرابات" الدامية بين الجمهوريين والوحدويين أدت إلى سقوط 3500 قتيل.
وكانت اتفاقية السلام الموقعة في 1998 أخفت الحدود بين المقاطعة البريطانية وجمهورية أيرلندا. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضعف التوازن الدقيق، لأنه تطلب فرض ضوابط جمركية بين المملكة المتحدة والتكتل الأوروبي الذي جمهورية أيرلندا جزء منه.
وبعد مفاوضات شاقة، تمكنت لندن والاتحاد الأوروبي من الاتفاق على حل سُمي "بروتوكول أيرلندا الشمالية" ويسمح بتجنب العودة إلى الحدود المادية في جزيرة أيرلندا عبر نقل إجراءات المراقبة إلى موانئ أيرلندا الشمالية.
https://ift.tt/3ussiWo
تعليقات
إرسال تعليق