شهدت العاصمة السودانية في وقت مبكر اليوم الاثنين انتشاراً أمنياً مكثفاً، وسط انقطاع للإنترنت وخدمات الهاتف. وأفادت مراسلة العربية/الحدث بأن سلسلة اعتقالات طالت أغلب الوزراء في حكومة عبد الله حمدوك ومسؤولين في مجلس السيادة أيضا، فضلا عن عدد من الأحزاب المؤيدة للحكومة وفي قوى الحرية والتغيير، وولاة خارج الخرطوم.
وأشارت إلى أن قوة أمنية داهمت منزل وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، ووزير الصناعة ابراهيم الشيخ، واعتقلتهما.
في حين أكدت مصادر من أسرة فيصل محمد صالح، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني، لرويترز أن قوات أمنية، اقتحمت منزله واعتقلته في وقت مبكر من اليوم.
كما أشارت أنباء عن اعتقالات طالت مسؤولين كبارا في 3 أحزاب، ألا وهي حزب المؤتمر السوداني، التجمع الاتحادي، وحزب البعث العربي.
ما مصير حمدوك؟!
بالتزامن، ترددت أنباء عن محاصرة منزل حمدوك، ووضعه تحت الإقامة الجبرية. فيما أوضحت مراسلة العربية أن تعزيزات عسكرية شوهدت أمام منزل رئيس مجلس الوزراء.
بينما أشارت مصادر مقربة من رئيس الحكومة، إلى أن قوة عسكرية اقتادته لمكان مجهول!.
من جهتها، ذكرت وزارة الإعلام على صفحتها بموقع فيسبوك أنه جرى اعتقال أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني، وأغلب وزراء الحكومة، لافتة إلى أن مكان تواجدهم غير معلوم.
دعوات للنزول إلى الشارع
أما حزب الأمة القومي، فوصف ما يجري من اعتقالات بمحاولة انقلابية تنتهك الوثيقة الدستورية.
بدوره أكد تجمع المهنيين رفضه أي محاولة انقلاب عسكري من أي جهة أتت، داعيا كافة المواطنين للنزول إلى الشارع. وأشار التجمع في بيان له على مواقع التواصل إلى وجود أنباء عن تحرك عسكري يهدف إلى السيطرة على السلطة، داعيا السودانيين في كل المدن إلى الخروج إلى الشوارع حماية لمكتسبات الثورة، ولمواجهة أي انقلاب قد يحدث.
ولاحقاً شهدت شوارع العاصمة، توافد عدد من المحتجين الغاضبين، الذين أقدموا على إحراق الإطارات، تنديدا بالاعتقالات.
حكومة جديدة
في المقابل، اعتبر الفريق في الجيش السوداني، حنفي عبدالله، أن ما جرى من اعتقالات تصحيح للمسار الديمقراطي في البلاد.
كما أكد في مقابلة مع العربية أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة مدنية، تضم كفاءات حرة ونزيهة. وأضاف أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديموقراطي
كذلك، أوضح أن التحركات العسكرية والتوقيفات استهدفت معرقلي تنفيذ الوثيقة الدستورية.
يشار إلى أن الاعتقالات فجر اليوم أتت بعد اجتماع ضم حمدوك والبرهان لمناقشة مقترحات المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان.
كما جاءت بعد ساعات قليلة على لقاءات أجراها فيلتمان مع كل من البرهان وحمدوك، والنائب الأول لمجلس السيادة، محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، شدد خلالها على ضرورة حل الخلافات بالحوار، والحفاظ على الديمقراطية.
يذكر أن العلاقات بين المكون المدني والعسكري في الحكومة كانت شهدت توترا متصاعدا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في سبتمبر الماضي.
وقد تبادل الطرفان منذ ذلك الحين الاتهامات وتحميل المسؤوليات عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية في البلاد، إلا أن حدة التصريحات المنتقدة كانت خفت خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد أن طرح حمدوك مبادرة حل وحوار بين الأطراف المتنازعة.
https://ift.tt/2XHAyaz
تعليقات
إرسال تعليق